خطأ
  • XML Parsing Error at 9:12. Error 76: Mismatched tag

لقد بدأت الحرب العالمية الثالثة/ دور الطابور الخامس في الحرب الناعمة

الإثنين, 21 تشرين2/نوفمبر 2011 17:16
نشرت في أخبار

عبّر آية الله الهادوي الطهراني عن بدء الحرب العالمية الثالثة محذرا من حركة الطابور الخامس في هذا الحرب و  أكّد على ضرورة استخدام جميع ذخائرنا الدينية و الثقافية من أجل مواجهته.

و في لقاء آية الله الهادوي الطهراني استاذ دروس خارج الفقه و الأصول في الحوزة العلمية بقم مع مراسل وكالة مهر، اعتبر الحرب الناعمة إحدى ظواهر العصر الحديث و أضاف قائلا: باعتبار صغر العالم في العصر الحديث، توفرت بعض المجالات للحرب التي لم تكن سابقا. إن مختلف وسائل الإعلام و الاتصالات لها الدور الرئيس في الحرب الناعمة و قد تنجر الحرب الناعمة إلى النشاطات الدبلماسية أيضا.

و أشار آية الله الهادوي الطهراني إلى المستويات المختلفة في الحرب الناعمة قائلا: على المستوى العلني هناك طرفان متخاصمان يتحاربان إعلاميا في ما بينهما و عادة ما ينعكس هذا النزاع في الإعلام كثيرا، و لكن قد تنجرّ نفس هذه المواجهات إلى العلاقات الدبلماسية.

و حذر سماحته من الغفلة عن الطبقات الخفية في الحرب الناعمة و قال: كثيرا ما تشغلنا الطبقات الواضحة عن الالتفات إلى الطبقات الخفية، في حين أن مدى تخريب الطبقات الخفية أكثر بكثير من الطبقات الواضحة. حيث إن في الطبقات الواضحة من الحرب الناعمة هناك طرفان يتخاصمان بكل وضوح و تمتاز صفوف العدو عن الصديق، بيد أن في الطبقات الخفية من الحرب الناعمة يصعب التمييز بين صفوف العدو و الصديق على عامة الناس و من له معرفة قليلة بمختلف المسائل.

و أضاف أستاذ الحوزة العلمية بقم: على مستوى الطبقات الخفية في الحرب الناعمة يطرح المتخاصمان أفكار و مفاهيم من أجل الخدش في القيم و الأسس الفكرية و العلمية للطرف الآخر. و قد يظهر هذا المستوى الخفي في وسائل الإعلام أو في الأوساط العلمية و الثقافية أو بصيغة إنتاج الأفلام و المسلسلات و الفن، و قد يتجسد بطريقة أكثر أكاديمية بصيغة المقالات أو المواقع العلمية كاملا، حيث يبدو أنهم لم يتهاجموا على بعض و لكن في الواقع و عن طريق نشر المعلومات يستهدفون القيم و الأسس الفكرية و العلمية لدى الخصم.

النفوذ في مرجعية المصادر الإسلامية أحد مصاديق الطبقة الخفية في الحرب الناعمة

و أضاف سماحته قائلا: نجد أحد مصاديق هذا النوع من الحرب الناعمة في اوضاع مرجعية المصادر الإسلامية على مستوى الدراسات الأكاديمية؛ حيث إذا أراد شخص أن يحقق في الإسلام و  التشيع أو الثورة الإسلامية في إيران، يهدى إلى نمط خاص من المصادر و هي تعطيه معلومات محددة طبقا لأهدافها المعينة.

و صرح آية الله الهادوي الطهراني: مثلا في إحدى الدول الأوروبية تم تبويب الكتب المرتبطة بالثورة الإسلامية في إيران في قسم الإرهاب، فبلا أن يرفعوا شعارا ضد إيران يوحون إلى مخاطبهم أن الثورة الإسلامية في قائمة الإرهاب. بحسب الظاهر تبدو معلوماتهم حيادية و علمية و منصفة، و لكنها في الواقع ذات اتجاه معلوم و تحاول أن تلوّث ذهن المخاطب حتى و إن كان محايدا و بالتالي يخرج برؤية خاطئة عن الثورة الإسلامية.

و اعتبر سماحته موقع ويكيبديا إحدى وسائل الإعلام لإعطاء المعلومات على أساس التبويب المحدد في الحرب الناعمة الخفية و قال: إن هذا الموقع القوي، هو موسوعة حرة بحيث تمكّن جميع المستخدمين من نشر مقالاتهم أو تقويمها و تعديلها و قد جمع كمّا هائلا من المعلومات من خلال إيجاد هذا المجال المفتوح و الحرّ.

و أضاف أستاذ دروس خارج الفقه و الأصول في الحوزة العلمية بقم: بحسب الظاهر تراعى المعايير العلمية في هذا الموقع، و لكن في الواقع يتم تشفير المعلومات بأسلوبهم الخاص، و يشتدّ هذا التشفير في الأبحاث السياسية و العقدية، و يتم الجرح و التعديل على المعلومات المنشورة في هذا الموقع، و بالتالي تتحوّل المعلومات التي لا تنسجم مع أفكارهم إلى شيء ملائم لسياساتهم.

و أضاف سماحته قائلا: في أيّ موضوع نبحث عنه في جوجل، يأتي موقع ويكيبديا في أولى النتائج لكي يهدوا المحقق باتجاه منافعهم الخاصة. فمن خلال تنظيم و إدارة المعلومات قد شنّوا حربا واسعة جدا بلا مواجهة ظاهرية و تبليغ ضدّ الإسلام و إيران.

فتح موقع "إسلام بديا" من أجل طرد الإدارة المغرضة عن المصادر الإسلامية

لقد أخبر آية الله الهادوي الطهراني عن فتح موقع إسلام بديا و قال: نحن و من أجل أن نخرج المعلومات الإسلامية و إدارة المعلومات الإسلامية من قبضة مدراء ويكيبديا الذين هم أتباع للتيارات الصهيونية، و نعطيها بيد المراكز الإسلامية و الخبراء و المتخصصين في الدين الإسلامي، قمنا بإنشاء موقع إسلام بديا  " islampedia.ir " الفارسية و إن شاء الله لغاية ستة أشهر يقوم جميع المؤسسات و المراكز الإسلامية و الشخصيات العلمية في الإسلام بنشر معلوماتهم في الموقع باسمهم و بإدارتهم، و بهذا سوف تخرج إدارة المعلومات الإسلامية من الأيدي الملوثة و تعطى بيد رجال متخصصين و صالحين.

و قال رئيس مؤسسة رواق الحكمة حول علل الإقبال على الحرب الناعمة: بسبب التداعيات و النتائج المدمّرة التي أدّت أليها الحروب الخشنة و خاصة الحرب العالمية الأولى و الثانية، تحوّل شكل الصراع من الحروب الخشنة إلى الحروب الناعمة، و تعدّ القدرة العلمية من أهمّ الاحتياطيات في الحرب الناعمة؛ إن الحرب الخشنة التي كانت سابقا الخيار الأول و الأسهل في الصراع، أصبحت اليوم الخيار الأخير.

اليوم و مع توفّر الإنترنت و توسع الاتصالات و القنوات التلفزيونية و الإذاعات، قد انفتح مجال لم يكن سابقا. إن كانت الأدوات الحربية سابقا هي الحاسمة في تحديد القدرة و القوة، أصبح العامل الحاسم في الحرب الناعمة اليوم هي القدرة العلمية.

وقد اعتبر سماحته آحاد المجتمع هدف العدو في الحرب الناعمة و أضاف: إن مختلف المستويات في الحرب الناعمة تستهدف مختلف شرائح المجتمع. تستهدف الحرب الناعمة الأسس الفكرية و العلمية في المجتمع و لم يأمن منه أحد لا من عامة الناس و لا القادة و لا المسؤولين.

 

إن العالم اليوم هو عالم إخفاء المعلومات

و عبر تأكيد آية الله الهادوي الطهراني على ضرورة الاهتمام العام تجاه قضية المعلومات و الأخبار و عملية إنتاج و تجهيز المعلومات، قال سماحته: هناك معلومات كثيرة متوفرة في الإنترنيت و  الإعلام، بحيث قد صعب الوصول إلى المعلومات الصحيحة، و إذا كان يدعى أن العالم اليوم هو عالم المعلومات، و لكن لابد أن يقال بأن العالم اليوم هو عالم إخفاء المعلومات.

و أكد سماحته قائلا: نحن نجد أن المعلومات الصحيحة مخفية بين الكم الهائل من المعلومات الخاطئة، و لهذا نجد اليوم أن الرؤية الموجودة لدى أذهان الكثير من الناس في العالم تجاه إيران بعد مرور أكثر من ثلاثين سنة من الثورة الإسلامية، قد لا تطابق عشر الواقع.

و أضاف قائلا: إن هذه القدرة في الحرب الناعمة قد منعت الآخرين من الاقتراب إلينا و الاستفادة من أفكار الثورة و التأثر أحيانا، و إن هذا الأسلوب يذكرنا بنفس أسلوب الكفار في مواجهة النبي (ص) حيث كانوا يحذرون أنفسهم من الاقتراب إلى النبي (ص). أما اليوم فلا يؤكدون على هذا التحذير بنفس الصراحة، بل بأساليب معقدة، فيرفعون مختلف الأصوات لكي لا يسمع صوت الحق.

و عبر إشارة سماحته إلى استخدام الفن و الإعلام في الحرب الناعمة قال: إن الفن هو أهم أداة في الإعلام و من جانب آخر هو بنفسه إعلام مثقِّف، و قد تجلت جميع قدرات البشر في مختلف المجالات الفنية و الثقافية و غيرها في الإعلام، و قد أصبح الإعلام اليوم أداة قوية في خدمة الأهداف السياسية و التيارات الاقتصادية الخاصة.

و قد اعتبر أستاذ الحوزة العلمية بقم الإعلام سلاحا ذا حدين و قال: يستطيع أتباع الإسلام و أهل الحق أن يستغلوا نفس هذه الوسائل لمواجهة الحرب الناعمة. إذا استطاع العدو يوما أن يعتّم على حرب الستة أيام، و يمنع بانحياز عن انتشار خبرها في العالم، أما اليوم فمع وجود بعض الوسائل الإعلامية المحايدة لا يستطيع الغرب أن يعتّم على أحداث البحرين.

و أشار سماحته إلى حدوث الحرب العالمية الثالثة قائلا: إن الحرب العالمية الثالثة هي هذه الحرب الناعمة و الحرب الإعلامية و البرمجيات التي قائمة في العالم، و قد تجابه الحق و الباطل كالسابق و بيد الجبهتين مختلف الوسائل الفنية و الثقافية و العلمية من أجل طرح مواقفهم و آرائهم، طبعا قد كان الباطل على مرّ التاريخ يتمتع بقدرة ظاهرية أكبر و لكن الحقّ كان هو الفائز في آخر المطاف.

التحذير من حركة الطابور الخامس المعقدة في الحرب الناعمة

لقد حذر سماحته من حركة الطابور الخامس في الحرب الناعمة و قال: كما أن للطابور الخامس تحرك في الحرب الخشنة و بعض المتخللين في صفوف الأصدقاء يمكنون العدوّ من الحركة و المناورة من خلال إرسال المعلومات إليه، كذلك نرى وجود الطابور الخامس في الحرب الناعمة بشكل أعقد. إحدى مشاريع الحرب الناعمة ضدّ الإسلام و التشيع التي يتم إنجازها بمساعدة الطابور الخامس هو إعطاء صورة مشوهة و خرافية عن الإسلام. و في الواقع إن حركة التيار الخرافي تمثل الطابور الخامس للأعداء في الحرب الناعمة.

و أضاف رئيس مؤسسة رواق الحكمة قائلا: إن مصاديق الطابور الخامس كثيرة و كما أن للحرب الناعمة أشكال مختلفة و معقدة، كذلك حركات الطابور الخامس تتمثل بأشكال معقدة، حيث نستطيع أن نشير إلى بعض الأعمال الأكاديمية كمثال لها، إذ يخدشون في بعض أمهات مفاهيم الإسلام باسم النشاط العلمي، و هذا يحكي عن أحد أنواع نشاطات الطابور الخامس في الحرب الناعمة.

و أشار آية الله الهادوي الطهراني إلى أسلوب مواجهة الحرب الناعمة و قال: كما أن الأعداء يصبّون أفكارهم في مختلف القوالب و الأساليب و  بمختلف المستويات و  بذلك يوجدون أو يزيلون بعض القيم، كذلك لابد لنا أن نستغل جميع الأساليب و خاصة الإعلام لمواجهتهم و  نستخدم جميع الوسائل الإعلامية و التعليمية و الثقافية بجميع مستوياتها، و نحاول من خلال العلوم الدينية و البشرية، ننتج علوما قائمة على الإنتاجات البشرية و المصادر الدينية و أن نواجه الأعداء بعتادنا الديني و الثقافي. و لكن مع الأسف نواجه إخفاقا عاما في هذا المجال بسبب هجومهم الدائم في الحرب الناعمة.

و أكد سماحته في الختام على ضرورة استخدام جميع الوسائل الثقافية و الفنية لمواجهة العدو في الحرب الناعمة و قال: يجب أن ننهض لمواجهة الحرب الناعمة بجميع احتياطياتنا الدينية و الثقافية، و لا ينبغي أن نشتغل بوسيلة عن وسيلة أخرى، إذ يفرق تأثير كل وسيلة عن غيرها. يملك التلفزيون اليوم تأثيرا قد لا تملكه الصحيفة و بالعكس.[1]

مکتب آية الله مهدي الهادوي الطهراني

__________________________

الروابط ذات الصلة:

موقع بارسينة الخبري التحليلي

موقع حوزة نت

البرز نيوز

 


1. مشروح لقاء آية الله الهادوي الطهراني مع وكالة مهر للأنباء.