بعض العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء/ تأثير الصلوات في قضاء الحوائج
أشار آية الله الهادوي الطهراني إلى شأن الدعاء عند أهل البيت (ع) معتبرا بيان الخرافات و المعلومات الخاطئة من آفات مجالس الدعاء و قام ببيان بعض العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء و سبب عدم تحقق بعض الأمور بدون الدعاء.
قال آية الله الهادوي الطهراني أستاذ دروس خارج الفقه و الأصول في الحوزة العلمية بقم في لقائه مع مراسل مهر حول أثر الدعاء في اطمئنان الإنسان: إذا ارتبط الإنسان بموجود قادر حكيم و عالم رحيم فهذا ما يبعث الاطمئنان بطبيعة الحال، إذ يشعر الإنسان بأنه أصبح في حمى قدرة مطلقة لا تزول. إن الدعاء في الواقع علاقة يكونها العبد مع الله سبحانه.
و أضاف سماحته: إن الله محيط بكل شؤون عباده و لا يخفى عنه شيء من حياة عبده ليحتاج إلى ذكر العبد، أما هذا الارتباط يؤدي إلى توجّه العبد إلى الله. عندما يدعو العبد فهو يلتفت و يتوجه إلى الله و إن هذا التوجه يزيد قابلية الإنسان ليشمله الفيض الإلهي المطلق و يحصل على هذه القابلية و الاستعداد.
سبب عدم تحقق بعض الأمور بدون الدعاء
و أشار رئيس مؤسسة رواق الحكمة إلى آية (ادعوني استجب لكم) و قال مؤكدا: لقد أريد منا أن ندعو، و إن قمنا بذلك فالله قد عيّن أجر هذا الدعاء و قال (استجب لكم). فإن لم تتحقق بعض الأمور بدون الدعاء، فذلك بسبب أن الأرضية التي تحتاجها هذه الأمور لا تحصل بدونه. فإن حصل الدعاء تتوفر الأرضية.
و أضاف آية الله الهادوي الطهراني: طبعا إن مدى تأثير الدعاء و ميزان الاطمئنان الذي يحصل عليه الإنسان بسبب الدعاء تابع لمدى معرفته بالله، فكلما ازدادت معرفة الإنسان بالله يزداد تأثير دعائه. كما أن التوجه في الدعاء و كون الإنسان واعيا بمن يتكلم معه في الدعاء مؤثر في تحقق الدعاء.
و قال سماحته حول دور الدعاء في تنمية الثقة بالنفس: تختلف الثقة بالنفس في الثقافة الإسلامية عن باقي الثقافات، إذ أن الثقة بالنفس في باقي الثقافات عبارة عن التأكيد على شخصية الفرد، أما الثقة بالنفس في الإسلام هي التوكل و الاعتماد على الله.
و أكد أستاذ دروس خارج الفقه و الأصول في الحوزة العلمية بقم قائلا: طبعا لا يحصل الإنسان على الثقة بالنفس إلا إذا وجد نفسه مطيعا لله، فإذا سلك درب المعصية و الغفلة يحاول أن يعتذر و يتوب عما سبق، و لهذا إن نتيجة الثقة بالنفس في الثقافة الإسلامية هي اجتناب الذنوب و الاهتمام الأكثر بالوظائف. و نتيجة مجموع هذه العوامل هو الاطمئنان الذي يناله الإنسان المؤمن و ما لا يمكن أن يقاس بشيء آخر. إن هذا الاطمئنان النفسي يجعل المؤمن كالجبل الصامد أمام كوارث الحياة.
شأن الدعاء عند أهل البيت (ع)/ أثر الصلوات على استجابة الدعاء
و قال سماحته حول شأن الدعاء عند أهل البيت (ع): لقد ورد في نصوص أهل البيت (ع) مسائل كثيرة في الدعاء تبعا للقرآن. الدعاء أمر ضمن الله بإجابته. لقد ذكرت في ثقافة أهل البيت (ع) مجموعة من العوامل المساعدة لاستجابة الدعاء و أحدها هو الدعاء الجماعي.
و أضاف آية الله الهادوي الطهراني قائلا: لقد تمّ التأكيد في مدرسة أهل البيت (ع) على الدعاء للغير. كما قد ورد في الروايات أن إذا دعوتم الله بدعائين و كان أحدهما مستجابا حتما، يستجاب للثاني تبعا للأول. و أحد الأدعية المستجابة قطعا هو "الصلاة على النبي و آله" و هو دعاء. لهذا أكدوا على أن تصحبوا دعواتكم بالصلوات ليستجيب الله بكرمه و لطفه دعاءكم الآخر.
و أكد سماحته قائلا: و هناك آداب للدعاء قد أشير إليها في الروايات و يجب أن يلتفت الإنسان إلى أنه مع من يتكلم و ما الذي يطلبه من الله حيث لا ينبغي أن يسأل حاجة مخالفة لمشيئة الله و في مسار الضلال و الجهالة.
و أضاف أستاذ دروس الخارج في الحوزة العلمية بقم: إحدى المجموعات المهمة من معارف أهل البيت (ع) هي الأدعية التي بقيت منهم و لابد من التدقيق في عباراتها و رفع مستوى معرفتنا بمضامين الدعاء، كذلك الصحيفة السجادية التي هي عبارة عن مجموعة معرفية و بتعبير الإمام الخميني (ره) هي القرآن الصاعد و قد تضمنت مضامين و معارف عالية.
تأكيد أهل البيت (عليهم السلام) على أسلوب الدعاء
و صرح سماحته: لقد جاء في الروايات أن النصف الأول من سورة الحمد يعبر عن ارتباطنا مع الله، و بعد حمد الله نكل أمورنا بيد الله (إياك نعبد و إياك نستعين) و قد جاء في الرواية أنه عندما يصل العبد إلى هذه الآية يقول الله عز و جل: بِيَ اسْتَعَانَ و إِلَيَّ الْتَجَأَ أُشْهِدُكُمْ لَأُعِينَنَّهُ عَلَى أَمْرِهِ و لَأُغِيثَنَّهُ فِي شَدَائِدِهِ و لآَخُذَنَّ بِيَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ نَوَائِبِه، و أما باقي السورة فهي دعاء للعبد نفسه حيث يقول (إهدنا الصراط المستقيم) و هذا دعاء مستجاب.
و عبر تأكيد آية الله الهادوي الطهراني على ضرورة التعرف على ثقافة أهل البيت (ع) في الدعاء قال: إن معارف أهل البيت في مجال الدعاء لم تقتصر على الروايات التي وردت في موضوع الدعاء بشكل مستقل، بل لابد أن نستأنس بأسلوبهم في الدعاء و نفس هذا الأسلوب يحتوي على أعظم و أعمق المفاهيم.
و أكد قائلا: إن مجالس الدعاء مجالس للذكر و إن مجلس الذكر مجلس الفكر أيضا، فمن شأنه أن يزيد معرفة الإنسان و علمه بالمعارف الدينية. لابد أن تكون مجالس الدعاء مصحوبة بحضور العلماء الذين لهم رؤية و معرفة عميقة بمعارف الدين ليبينوها للناس. فينبغي في مجالس الدعاء أن نرتقي و نرتفع في المعارف ليزداد أثر الدعاء في النفوس.
بعض العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء
و تطرق سماحته إلى بعض الآفات الموجودة في مجالس الدعاء و قال: إحدى آفات مجالس الدعاء بيان المسائل الخرافية و المعلومات الخاطئة. فإذا تلوثت هذه المجالس و الأدعية بسنن و آداب غير مقبولة لدى أهل البيت (ع)، هذا يحكي عن انحراف الدعاء عن صراطه و سبيله الحقيقي. إن المجتمع الإيراني مجتمع متدين و أحيانا يستغل هذا الحب للدين من قبل بعض الانتهازيين حيث يستغلون مشاعر الناس الطاهرة بغية الوصول إلى مطامعهم الشخصية، فإذا تعرّف الناس على هذه الحقائق تنفعهم في أخذ المزيد من آثار و بركات الدعاء و كذلك تصونهم من التورط بهذه الآفات و الانحرافات.
ثم أشار آية الله الهادوي الطهراني إلى بعض العوامل المؤثرة في استجابة الدعاء و قال: إن زمان الدعاء مهم جدا، مع أن الدعاء لم يختص بوقت دون وقت، لكن له آثار مميزة في بعض الأوقات. أحد هذه الأوقات هو الدعاء في الليل؛ حيث إن التأكيد على صلاة الليل و الوعد بإعطاء المقام المحمود الذي جاء في القرآن يحكي على أن الدعاء في الليل له آثار قد لا تكون في النهار.
و أضاف رئيس مؤسسة رواق الحكمة قائلا: و لعل السبب هو أن الليل كما ذكر القرآن فرصة للسكينة و الهدوء، و إن هذه السكينة تعزز الارتباط المعنوي و لهذا السبب، أصبح الدعاء في الليل و القيام في الأسحار و إحياء الليل ذا أثر كبير في الارتقاء المعنوي للإنسان. و مضافا إلى ذلك شهر رمضان، حيث إنه زمان ثمين جدا و الضيافة الإلهية قائمة في ذلك الحين. طبعا كل الناس و في جميع لحظات عمرهم ضيوف الرحمان أما يدعى بعضهم في شهر رمضان بشكل خاص فلا ينبغي أن يغفل الإنسان عن الدعاء في هذا الوقت.
مكتب آية الله مهدي الهادوي الطهراني
_________________________
موقع معلومات تبيان
موقع معلومات هيئة مجاهدي الإسلام
موقع معلومات دائرة التليغ الإسلامي في سيستان وبلوجستان
موقع معلومات بيست