لقد اعتبر آية الله الهادوي الطهراني مضمون بعض المسلسلات التفزيونية في شهر رمضان بعيدا عن المفاهيم الدينية و وصف الأرواح التائهة بأنها المشكلة الحديثة في التفزيون قائلا: إن الرؤية التي يصورونها عن عوالم ما قبل الموت و ما بعده لا علمية و لا دينية.
و عبّر آية الله الهادوي الطهراني أستاذ بحوث خارج الفقه و الأصول في الحوزة العلمية بقم في لقائه مع مراسل وكالة مهر عن أسفه تجاه مضمون المسلسلات التلفزيونية الضعيف في شهر رمضان المبارك و قال: يتمّ إنتاج المسلسلات اللفزيونية في شهر رمضان بأغراض و دوافع جيدة و لكن مع الأسف نشاهد الضعف الشديد في مضمون جميع هذه المسلسلات، و ذلك بسبب عدم الاستفادة من الخبراء و المتخصصين في مجال الدين و الحقوق و الاجتماع و علم النفس الاجتماعي و المسائل التربوية و غيرها في إنتاج أيّ واحد من هذه المسلسلات، بل قد أنتجت هذه البرامج على أساس تصورات ساذجة و مبتذلة جدا.
و أكد سماحته: لقد تمّ إنتاج هذه المسلسلات على غرار بعض الإنتاجات الغربية و خاصة هوليود، و على رغم حضور بعض الفنانين القدامى و المحترفين ضعيفة جدا من الناحية الفنية و المضمونية معا و ذلك بسبب عدم المبالاة بمختلف الجوانب الدينية و الحقوقية و التربوية و النفسية و غيرها.
و عبْر أشارة آية الله الهادوي الطهراني إلى أن الأرواح التائهة أصبحت إحدى مصائب تلفزيون الجمهورية الإسلامية في إيران قال: لقد امتلأت المسلسلات التلفزيونية بالأرواح و الشياطين و الملائكة و إن هذه الظاهرة بحاجة إلى نقد مستقل.
و أشار رئيس مؤسسة رواق الحكمة إلى بعض المسلسلات الرمضانية التي تصور علاقة حميمة بين روحين شاب و فتاة، اعتبر هذا العمل سيئا و قبيحا و قال: هناك مشاهد في هذا المسلسل تصور أن هذا الشاب الذي كان متدينا في فترة حياته الدنيوية و كان يراعي الحدود و الحريم مع تلك الفتاة التي كان قد عاشرها سنين و يعرفها عن قرب و يحبها أيضا، أما الآن فروحه التائهة تعقد علاقة حميمة مع فتاة أخرى، فهذه النظرة ناشئة عن عدم الاستفادة من المصادر الدينية.
و قال سماحته مؤكدا: إن الرؤية التي يصورونها عن العوالم ما قبل الموت و ما بعده لا علمية و لا دينية، فلو كان المنتجون لهذه المسلسلات يراجعون المصادر العلمية و الدينية أو يستعينون بالخبراء لقدموا إنتاجا أدق و أفضل حتما، لا أن يأخذوا الفكرة من فيلم هوليودي من الدرجة الخامسة أو العاشرة و ينتجون مسلسلا رمضانيا من خلال ترجمته حرفيا.
و صرح أستاذ دروس خارج الفقه و الأصول في الحوزة العلمية بقم قائلا: لابد أن نلتفت إلى أن روح الإنسان المتدين في حياته العادية المادية، أكثر التزاما من جسمه المادي حتما؛ إحدى القصص التي تنقل عن المرحوم الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي مؤسس الحوزة العلمية بقم هي أنه كان يقول بأني حتى لو واجهت امرأة أجنبية في المنام أغض الطرف عنها و أنزّل رأسي. الإنسان الذي تربّى على أساس القيم الدينية لا تقل مراقباته في باقي العوالم الأخرى من المنام و البرزخ و … بل تزداد.
ثم حذر آية الله الهادوي الطهراني من التداعيات السلبية التربوية التي تتركها هذه المسلسلات على التعاليم الدينية في المجتمع و قال: في الواقع و مع الأسف الانطباع الذي تتركه هذه المشاهد على المجتمع لا ينسجم مع القيم الدينية و تضرّ بالحدود و الحرم الموجودة في المجتمع. إن منتجي هذه المسلسلات قد أنتجوها بأغراض و دوافع جيدة و لكن مع الأسف لا ينسجم الإنتاج الحاصل مع أغراضهم و السبب هو الضعف الكثير في البعدين المضموني والفني.
مكتب آية الله مهدي الهادوي الطهراني
________________________
الرابط ذات الصلة: وكالة مهر للأنباء